الأطعمة المصنعة وخطر الفثالات على النساء الحوامل: كيف تحمي نفسك وطفلك؟

نظرة عامة
الأطعمة المصنعة بشكل مفرط لا تفتقر فقط إلى العناصر الغذائية الأساسية، بل تحتوي أيضًا على مكونات ضارة مثل حمض اللينوليك، السكريات المضافة، الكربوهيدرات المكررة والمواد الحافظة الاصطناعية، والألوان والنكهات. التخلص من هذه الأطعمة من نظامك الغذائي هو أحد أهم الاستراتيجيات لتحسين الصحة. وإذا كنت حاملاً، فإن التمسك بخيارات الطعام الصحية يكون أكثر أهمية، لأنه يؤثر بشكل كبير على تطور طفلك.

المواد الكيميائية في تغليف الأطعمة المصنعة تشكل خطراً جسيماً على النساء الحوامل
في يناير 2024، أجريت دراسة من قبل باحثين من جامعة واشنطن أشارت إلى أهمية تجنب الأطعمة المصنعة خلال الحمل بسبب المواد الكيميائية المتسربة من تغليفها، وخاصة الفثالات. الفثالات هي فئة من المواد الكيميائية تعرف بالمُلدّنات، تُستخدم لجعل البلاستيك أكثر متانة. تظهر هذه المواد خصائص إستروجينية عن طريق الارتباط بمستقبلات الإستروجين، مما يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الهرموني.

ما هي الفثالات؟
الفثالات هي مواد كيميائية تُستخدم لجعل البلاستيك أكثر متانة. تُستخدم أيضًا بشكل واسع في منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل. ومع ذلك، يُعتبر النظام الغذائي مصدرًا كبيرًا لهذه المواد الكيميائية، حيث لا تزال إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تسمح بتسعة أنواع من الفثالات في التطبيقات الغذائية. هذه المواد تشمل مواد التغليف، الحاويات، ومعدات معالجة وتداول الطعام مثل القفازات، التي يمكن أن تتسرب الفثالات إلى الطعام منها.

التأثيرات الصحية للفثالات
تظهر الفثالات تأثيرات متنوعة على الصحة، فهي تُعرف باضطرابها لنظام الغدد الصماء، وقد تتداخل مع إنتاج التستوستيرون ولها تأثيرات مضادة للإستروجين، مما يمكن أن يؤثر على مرونة الدماغ. بعض الفثالات تظهر خصائص إستروجينية، مما يعني أنها يمكن أن تقلد وظيفة الإستروجين في الجسم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية متنوعة بما في ذلك مشاكل الخصوبة، السرطانات المرتبطة بالهرمونات مثل سرطان الثدي، وأمراض القلب والأوعية الدموية والاختلالات الأيضية التي تؤدي إلى السمنة والسكري من النوع الثاني.

دراسة تأثير الأطعمة المصنعة على الحوامل
الدراسة التي أجراها باحثو جامعة واشنطن، والتي نُشرت في مجلة Environment International، فحصت بيانات من دراسة تأثيرات الظروف على التطور العصبي والإدراكي والتعلم في الطفولة المبكرة (CANDLE) لتحديد كيفية تأثير استهلاك الأطعمة المصنعة والسريعة على التعرض للفثالات خلال الحمل. وجد الباحثون أن النساء الحوامل اللاتي تناولن 10% أكثر من الأطعمة المصنعة كان لديهن مستويات أعلى بنسبة 13.1% من الفثالات في بولهن.

الروابط بين الفثالات ومخاطر الحمل ونتائج الصحة للأطفال
الباحثون أشاروا إلى أن تحديد المصادر الشائعة للفثالات هو “أولوية صحية عامة هامة”، خاصة خلال الحمل عندما يكون الجنين النامي معرضًا بشكل كبير لهذه المواد الكيميائية. الفثالات مرتبطة بمضاعفات الحمل مثل السكري الحملي واضطرابات ارتفاع ضغط الدم، وكذلك نتائج الولادة السلبية بما في ذلك الوزن المنخفض عند الولادة والولادة المبكرة. الأطفال الذين تعرضوا لمستويات أعلى من الفثالات في أرحام أمهاتهم يميلون إلى مواجهة مشاكل سلوكية وصعوبات في الوظائف التنفيذية، بما في ذلك انخفاض الذكاء ومهارات التواصل الاجتماعي الضعيفة.

كيف تقلل من تعرضك للفثالات؟
لحماية نفسك وعائلتك من التأثيرات الضارة للفثالات، اتبع التغييرات التالية:

• تجنب استخدام حاويات البلاستيك واللف البلاستيكي للطعام.
• استخدم حاويات زجاجية لتخزين الطعام والشراب.
• تجنب ألعاب الأطفال المصنوعة من البلاستيك.
• اقرأ الملصقات على مستحضرات التجميل وتجنب تلك التي تحتوي على الفثالات.
• تجنب المنتجات التي تحمل علامة “العطر”، بما في ذلك معطرات الهواء.
• لا تضع الطعام في الميكروويف في حاويات بلاستيكية أو مغطاة بالبلاستيك.
• نظف الغرف بانتظام من الغبار الذي يمكن أن يحتوي على الفثالات.

الحماية من الفثالات أثناء الحمل
إذا كنتِ حاملًا، فإن المحافظة على مستويات صحية من البروجسترون يمكن أن تساعد في مواجهة تأثيرات الفثالات الاستروجينية. تناول البروجسترون يجب أن يكون تحت إشراف طبي فقط خلال الحمل.

الخلاصة
تجنب الأطعمة المصنعة بشكل مفرط وتغليفها البلاستيكي يمكن أن يقلل بشكل كبير من تعرضك للفثالات ويحسن صحتك وصحة طفلك المستقبلي. تبني عادات صحية واستخدام المنتجات الطبيعية يمكن أن يساعد في حماية الجسم من هذه المواد الكيميائية الضارة.